الجمعة، 29 يناير 2010

عبد الرزاق مقري- نائب رئيس حركة مجتمع السلم "لم يُنجز شيء في هذه الدنيا لم يسبقه طموحُ طامحٍ وأشواقُ منجزٍ، ولا يُتصور حياة تَعمُر دون رغبات الوصول وآهات السير على الدروب. ما كانت الدنيا يوما لوحة فنية جميلة توهب لمن وُهب، دون قصد القلب وصرير الركب، دون رمق الأعلى وبذل الأغلى واحتمال الصعب.... هذه الدنيا التي لم يقم الله لها وزنا حال الناس لها كالذي ترى، فكيف بالأخرى، وكل ما فيها نعيم مقيم لم يُر مثله في الورى. " قول مأثور لقد اختلف الناس كثيرا حول مفهوم الطموح وقل فيهم من أدرك بشأنه الحكمة والعدل والوسط. فترى قوما من أهل الجد والجلد تستبد بهم رغبات وصول منفلتة فتدفعهم إلى حال من التسرع و التأزم توصلهم إلى إنجازات متردية و انتكاسات مؤسفة أو ضياع فرص وإضافة أزمات، وأسوء حالهم أن منهم من يهين نفسه ويظلم غيره لتحقيق مقصده. وترى آخرين مستقيمين ومجدين ولكنهم مترددين وغير متبصرين يخشون الإقبال ويخافون الظهور، يحتاطون لدينهم ولكنهم يفرِّطون في حقوق أمتهم، قد يفوزون بالسلامة ولكنهم يضيعون الأجور المضاعفة. وأسوء ما في هؤلاء أن منهم من يصبح سلبيا يلوم من سبق وبادر ويحسد من جد واجتهد. وبين هؤلاء وهؤلاء أحوال متعددة وأصناف متنوعة تصيب تارة في الأمر وتخطيء تارة. • هل الطموح مشروع؟ إن أول شيء يجب الوقوف عنه قبل التفصيل هو الجواب على السؤال التالي: هل نسلم بشرعية الطموح؟ وهل يوجد طموح مشروع؟ إن كلمة "الطموح المشروع" شاعت كثيرا في أوساط أفراد الحركة الإسلامية وقد استعملها فضيلة الشيخ محفوظ نحناح رحمه الله في فترة من فترات عمره ليشجع الشباب ويدفعهم للبذل والعطاء ويحمِّلهم مسؤولية تصحيح نواياهم ويحررهم من وساوس الخوف من السمعة والرياء. ولكن نُقل عنه كذلك أنه قال في آخر عمره: "لقد ندمت كثيرا على استعمال هذه العبارة وودت لو لم أستعملها". إن استعمال الشيخ محفوظ نحناح لكلمة "الطموح المشروع" ثم ندمه على ذلك بعد ذلك يدل على قناعته بشرعية الطموح ابتداء، و لكن باعتبار أن هذه الشرعية لها ضوابط وآداب يجر الظن بعدم احترامها إلى الالتزام بالأحوط صار الشيخ محفوظ لا يحبذ الحديث عن "الطموح المشروع" لِما رأى من تسابق محموم على المناصب والمصالح لم تراع فيه مروءة ولا دين ولا مصلحة عامة ولا فضل سابق ولا ود قائم. ولو رأى ما الذي حدث بعده من صراع عار عن كل اختلاف في الفكرة والرؤية، بل مشحون بكل أنواع الطموحات الشخصية، والخلافات التي أضحت لذاكرته وروحه مؤذية، لما اكتفى بالإشارة الخفية، ولما أمهل من طمحوا فأفسدوا وصاروا مثلا سيئا في البرية. غير أنه رغم تحفظات القادة والمربين كأمثال الشيخ محفوظ وغيره بخصوص ظاهرة الطموح يبقى الطموح سببا رئيسيا لصناعة الحياة إذ لا يُتصور أن يقوم في هذه الدنيا شيءٌ ذو بال ليس وراءه عزمُ الطامحين الحالمين وقد يستخدم الله تعالى قوما طامحين يخسروا أنفسهم بطموحهم ولكنه سبحانه يحقق بهم إرادته في إقامة الحق ونصرة البر، وإننا في موضوعنا هذا نريد أن نجمع الحسنيين فنثبِّت مفهوم الطموح كقيمة إيجابية ولكننا نضع له الضوابط والآداب التي تجعله كذلك إنه لا حرج أن يطمح المؤمن في أن يكون له دور أساسي في الحياة وأن يصل إلى أعلى الرتب بل قد يكون في ذلك نبل وشهامة ولكن الحرج والمحذور والمرفوض أن يطلق الإنسان العنان لرغابته فيطمح دون آداب ولا ضوابط فيضر ويضل وقد يهلك نفسه وإن بدا له أنه ينفعها.

هذه هى آداب الطموح السبعة

ـ أن يجعل لطموحه نية صالحة। ـ أن يكون متوكلا على الله في سعيه لطموحه. ـ أن يستعين بالدعاء والتضرع إلى الله لتحقيق طموحه. ـ أن يشكر الله على التوفيق وأن يرضى بقضاء الله إذا تأخر ما يريد. ـ أن لا يطلب المسؤولية ولا يحرص عليها. ـ أن يرفع مستواه لمستوى الطموح الذي يريده. ـ أن يؤثر المصلحة العامة ويتصف بالأخلاق الفاضلة أثناء سعيه

هناك تعليقان (2):

مصعب رجب يقول...

مقال جميل
وكلمات رائعة

طالما بقيت عامة ولم توضع في سياق معين له علاقة بما بين حمس والدعوة والتغيير

غير معرف يقول...

ليس الطموح بالامانى000 بالجد والأجتهاد والمثابره قبل كل ذلك التوفيق من الله لكن السلبية
والتواكل أرى انها أهم أسباب ضياع الطموح

0كان لنا حقوق كثيرة ضاعت بسبب عدم القدرة على قهر شماعة الظروف0
هذارأى مجتهد لايعد من طبقة المثقفين العليا لكن يجب الأ يهمل
0
الصبر00الصبر00الصبر00 الصبر والدعاء